يَطلُّ مسجد حسن بك
من فوق ممشى “تشالز كلور”
وبعينٍ ونصف
يحلم بالمنشية
يسير هورمون النوم في أوعيته الدموية
يحلم بزمان أوّل
أصوات الصبية تتدافع كفقاعات صابون
وأمواج البحر تفكك تعب الأرجل العابرة
كأنّها
قنابل موقوتة
يخرج حسن بك من مئة عام
يطل عبر المئذنة بتي شيرت
وقبعة
يرقص، خطوة إلى الأمام
وأخرى إلى الخلف
هذا احتفاء بالوجود
تلقي أوروبا بنهديها من السماء
وتمطر الأرض حليبًا حرامًا
“ولدي ولدي حبيبي تعال هنا”*
يصطاد لحظة صغيرة
ثم يطلقها كفراشة
تباغته ضحكة قاتل
رُسمت بقلم حمرة
على وجه جثة
ترتجف جدران حسن بك
يهرول عائدًا
يلقي بنفسه إلى زمان أول
يؤجل حياةً
كان يُفترض أن
يعيشها
لمرة واحدة
*مقطع من أغنية إيطالية
أيار - كانو الأول ٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق