18‏/1‏/2016

لن أعود وحيدًا\ة إلى المنزل

محمود أبو عريشة وهزار يوسف (نص مشترك)
نص مشترك مع هزار يوسف

- أرتدي قميص الفوشيا. ألوِّن أظافري بالحب
أصفف شعري. أموّج منه ما أموّج
أتعطّر حد النشوة
صندل مكشوف ما.. صندلٌ مُحكَمٌ ما يدفعني إلى الخارج من زواياي المثقلة..
من زواياي المهملة.
هذه الليلة لن أعود وحيدة إلى المنزل.

*

- هذه الليلة لن أعود وحيدًا إلى المنزل.
أضع على شعري الجل
أفتح أزرار الحلم
أشذّب ذقني. أخفّف منه ما أُخفف.
أحمل فحولتي وردة
سيجارة مشتعلة في الفم
أطير مع دخانها
إلى مقهى فارغٍ ما.. إلى مقهى تجلس فيه نساءٌ لم أخترهنّ.
فول فوليوم في القلب

*

- وصلت المقهى لم أجد أحداً هناك.
جلست وحيدةً أقلب قائمة أصدقائي على الفيسبوك
قوائم الآيفون والواتساب، المينيو ايضاً..
لم أجد احداً هناك.
طلبت علبة XL

*

- ذهبت إلى المقهى
لا أبالي برسائل وصلتني للتو على الفيسبوك أو التويتر من جميلاتٍ فارغاتٍ كالمقهى
فنجان قهوة وحيد ينتظرني.

*

- اكتب:
سيرتي الذاتية لا تسمح بكل هذا الخواء. تاريخي يحاسبني، أنا التي يمكث في قلبي رب الشعر يروّض بدل الكلمة ألفَ
رجل.
تسسس.. فتحت العلبة..
XL بحجم هذا القلب
XL من أجل هذا القلب

*

- أُطلقُ غمازتي الساحرة
واثقة الخطوة تجوب المقهى
لا أحد يعيرها انتباههُ
ألتقط صورة سلفي
أوثق الوحدة
رجولتي ترثيني.

*

- سأذهب إلى بحر يافا وأرتمي في حضنه كسمكة.
اصطدني أيها الصياد الماهر، اصطدني سريعاً فما من سمكة سواي ها هنا لا تجيد العوم..
إنه بحر الشوق.
التقطني إذن
بهّرني بلمح البحر، اشوني على جمر ملتهب. قلّبني على قلب حارّ يمنةً ويسرة:
التهمني ببدائية العصور الأولى.. بشره الفلاح المتعب.. بقسوةٍ في الغياب.

*

- أفكرُ بي.. أنا الذي أضخمُ عضلات استعاراتي
وأهتم جيدًا بلياقة النص
أنا الذي تنبتُ على شفاههِ وردة
وفي داخلي صهيل فرس
تراقبني القهوة
خشية أن أرشف أحدًا قبلها
فيشتدُ في عيني سوادها
تميل كلما حركتُ شفتيَّ
لتحرقني بقبلة مُرّة؛
فأنتهي في قاع فنجانها
جالسًا غير آبهٍ بكل هذه الوحدة

*

- ملتصقة بالسرير، أحدّق في الحائط المقابل لي
أغانٍ كاذبة تنبعث من الآيفون.
كان ارتطامه بي مثل فرس جامحة
حذواته تركت آثارها في قلبي
ساعدني في لملة أغراضي فارتطمت عينانا التي فيها عبثٌ مشترك.
كان اعتذاره سريعا كما ارتطامه كما رحيله خارجا من المقهى..
راقبته يذرف خطواته ذرفا.

*

- أنهيتُ علبة سجائري
سريعًا كمرورها
ارتطمتْ بوحدتي
كفراشةٍ بألوان صاخبة
أشعلتْ الصمتَ بالصمتِ
أظافرها، شعرها المموج، قميصها...
امتلأتُ بها لبرهةٍ ورحلتْ
لملمتُ أنفاسي
قبل لملمة أغراضها
وعدتُ ألهثُ بها وحيدًا...

*

- No Chance
هذا الكوكب مكان خرائيّ
وعدت وحيداً/ةً إلى المنزل.


هناك تعليق واحد: